تجربة قيادة: 2016 تويوتا بريوس
سيارة تويوتا بريوس هي التعريف العملي للسيارة الهجينة. حيث ظهرت للمرة الأولى منذ عقدين كسيارة ذات مظهر متراص ومكتنز بشكل عام، فلم تكن الأيقونة التي حازت على مخيلة العالم حتى ظهور الأجيال الثاني والثالث الى جانب الازدراء الذي نالته من هؤلاء المفعمين بالحماس تجاه السيارات. كما أن مقتنيها باتوا معروفين بكونهم يتمتعون بالبطء و القيادة المملة. وضوحاً، أرادت تويوتا ان تفعل شيئاً حيال ذلك، وسيارة بريوس 2016 الجديدة كلياً لا تشبه أي سيارة بريوس سابقة. كذلك، يؤشر هذا الطراز الجديد الى الظهور الأول لبريوس في دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك قد كنا بالتأكيد متحمسين لتجربتها و اكتشاف كل السلبيات حولها. كما يقول بعض صانعي السيارات المحليين، كلنا نهتم بالأحداث التي تدور حول الجوانب السلبية.
الآن، نحن لسنا متأكدين مما تسعى تويوتا لاستهدافه بذلك التصميم الجديد، ولكن قد تكون محظوظاً فيما لو عثرت على أي شخص يعتقد أن بريوس الجديدة تبدو جيدة. يمكننا حتى أن نرى صحفيي السيارات “الرائدين” يتدرجون برفق بالحديث حول هذا الموضوع بدلاً من تبنيه. والحقيقة أن التصميم غير منفصل عن ما سبقه، ويحاول بشدة أن يبرز كجسم طويل متراص بعجلات صغيرة. ومع ذلك، هنالك بعض التفاصيل المذهلة في التصميم، مثل الأضواء الخلفية المنحوتة والأثر البراق على أضواء LED الأمامية والتي يجب رؤيتها عياناً حتى تحظي بالتقدير الذي تستحقه. وبصراحة، فقد استمتعنا بالتجول بسيارة بريوس، حيث نحب السيارات التي تحرض العقول، حتى لو كان ذلك على نحو مثير للجدل. فنحن نفضل أن تتبنى تويوتا تلك المخاطر في التصميم بدلاً من مجرد تجميل لاند كروزر كل عشر سنوات.
في الداخل، لوحة القيادة مستقبلية بشكل مذهل، على الأقل من خلال تداخل اللون الأبيض والأسود مع مواصفاتها العالية التي يمكن أن تمتلكها سيارة اختبارية “ايقونة” في قطاعها، الألواح العليا تتألف من قماش جلدي تتلاءم مع التنجيد الممتاز للمقعد، والبلاستيك القاسي المبطن باعتدال، والبلاستيك المصقول لدرجة التألق، وبعض السطوح ناعمة الملمس و مسند الذراع مبطن بشكل جيد، لذا فالبيئة الداخلية لا تبدو رخيصة. كما يوجد ميزة مثيرة للاهتمام وهي لمبة LED صغيرة اعلى الرأس والتي تضيئ منطقة وحدة التحكم المركزية دون أن تصرف الانتباه.
تحت مبدل السرعة الأصغر في العالم، يوجد غرفة صغيرة يمكن أن تستخدم كشاحن هاتف لاسلكي، مع أنه من غير الممكن استعمالها لهواتفنا. مع شاشة LCD المركزية أعلى الداشبورد، وشاشة لمس واسعة “عائمة” في وحدة التحكم المركزية مع أزرار لمس على امتداد الجوانب، والعارض العلوي على الزجاج الأمامي، ما يعطي الشعور وكأنك تقود سيارة تكافئ جهاز آي فون.
بطبيعة الحال، فهذا الشعور يدوم طالما أنك لا تنظر الى طريقة عرض الساعة وبيانات مكيف الهواء ثنائي المنطقى على شاشة LCD بأسلوب الثمانينيات. وبينما تعمل شاشة اللمس بشكل جيد، بأيقونات كبيرة وخط واضح، فنظام الملاحة ما زال يميز الرسوميات بأسلوب مضى عليه نصف عقد، في حين اتجه الآخرون الى مزيد من استعمال الخرائط ثلاثية الأبعاد. على الرغم من ذلك فقد أعجبنا بالفعل بالعارض العلوي على الداشبورد والذي يظهر حالة البطارية، و المحرك الكهربائي، و محرك البنزين، و في أي اتجاه تتدفق الطاقة.
وتشمل الميزات الأخرى ستيريو جيد يحتوي على CD و MP3 و USB ، ومكيف هواء جيد جداً ولكن بدون فتحات خلفية، وجميع الأساسيات المدارة آلياً بالعادة، ولكن بدون فتحة سقف. كما وتشمل مزايا السلامة والأمان أكياس هواء أمامية و جانبية، ونظامي ESP و ABS، ونظام مراقبة النقطة العمياء مع التنبيه لمرور السيارات اثناء الرجوع الى الخلف، ونظام مراقبة ضغط الاطارات، وكاميرا للرؤية الخلفية مع خطوط التوجيه وأجهزة الاستشعار.
مساحة المقصورة الداخلية جيدة لسيارة صغيرة ومتراصة كتلك، مع مقاعد أمامية معززة بشكل جيد، مع أن كورولا توفر حيزاً سفلياً خلفياً أفضل. على أية حال، سيارة بريوس توفر التطبيق العملي على لسيارات هاتش باكو ذلك حيث ان صندوق السيارة ذو حجم الجيد، كما أن هناك ما يكفي من حاملات الأكواب و الجيوب أيضاً.
سيارة بريوس تأتي بمحرك ذو أربع اسطوانات يعمل بطريقة ” دورة أتكينسون ” بسعة 1.8 ليتر يولد 97 حصاناً عند 5200 دورة في الدقيقة و 142 نيوتن. متر من عزم الدوران عند 3600 دورة في الدقيقة. كما أنها معززة بمحرك كهربائي / مولد كهربائي يقدم 71 حصاناً و 163 نيوتن. متر من عزم الدوران اللحظي. وبذلك نصل الى ما مجموعه 121 حصاناً بطريقة أو بأخرى. في حين لا توجد أي اشارة الى اجمال عزم الدوران، ويعود ذلك الى الطبيعة الشاذة للكيفية التي يعمل بها نظام الدفع الهجين المساعد “HSD” الذي طورته تويوتا. كما يتم ارسال القدرة الى العجلات الامامية بواسطة نظام ناقل الحركة المتغير باستمرار “CVT” الأوتوماتيكي.
الانطلاق من 0 وحتى 100 كم/سا تم انجازه خلال 10.5 ثانية خلال الاختبار الذي جرى في شهر مارس، ولكن لا تنخدع بالرقم الاجمالي للتسارع مثل ذلك الخاص بسيارة كورولا. سيارة بريوس تتمتع بدفعة متوسطة المدى جيدة جداً. لذلك فتناول السرعة جيد بما فيه الكفاية للتجاوز السريع. كما أن هناك قوة متوفرة عندما تحتاجها، ما يعطي الشعور بانها سيارة أكثر سرعة في القيادة اليومية، على الأرجح تتم مساعدتها من خلال الطاقة المندفعة من المحرك الكهربائي وناقل الحركة عالي الاستجابة الذي يتناول دورات المحرك المثلى بدون أن يصدر صوتاً كالهدير مثل معظم سيارات CVT الأخرى.
وهناك العديد من اعدادات القيادة لتختار منها، مثل نظام الطاقة ايكو ، أو الوضع EV، لكننا لا تشعر أن هناك حاجة للانتقال لأي منهم، حيث قرر الحاسب الآلي في السيارة كيفية ارسال القدرة بشكل جيد في الوضع الاعتيادي. ذبيب السيارة منخفضعند البحث عن مصف في السرعات المنخفضة، اذ أن الطاقة الكهربائية الصامتة هي فقط المستخدمة آنذاك، مع تشغيل المحرك على نحو سريع عندما يتم الضغط اكثر على دواسة الوقود.
ويعود المحرك لحالة الاطفاء مجدداً عند الاشارة الحمراء أو حالة أخرى من الوقوف الكامل، ولكن مع الحفاظ على التوجيه الآلي الالكتروني الكامل، على نقيض معظم سيارات البنزين الأخرى __ بما في ذلك سيارات مرسيدس بينز و BMW__ والتي بحماقة توقف التوجيه الألي في كل مرة يتوقف فيها المحرك بواسطة نظام الاطفاء والتشغيل الذاتي. حتي أن مكيف الهواء يستمر بالعمل بشكل جيد، مع طنين مسموع باعتدال من المحرك الكهربائي، مع ان المحرك يعود للعمل في النهاية بعد بضعة دقائق اذا ما بقيت عالقاً في الازدحام المروري لفترة طويلة. استهلاكنا الاجمالي للوقود بلغ حوالي 5.9 ليتر لكل 100 كم، ما يعتبر مقداراً جيد جداً بالنظر الى كوننا لم نكن نحاول توفير الوقود.
بريوس سيارة هادئة بشكل محترم وذلك على الطرقات السريعة عند تثبيت السرعة، مع ملاحظة الضجيج العائد للطريق فقط، حيث أن هدير المحرك ليس مرتفعاً كثيراً. ركوب السيارة سلس بشكل منصف، وبالتأكيد هو أفضل من ذلك الذي تحصل عليه في كورولا.
لقد كنا نميل للاعتقاد أن قيادة سيارة بريوس مريعة، لكننا لم نلاحظ ذلك بالحقيقة مع تلك السيارة الجديدة، اذ من الواضح أن بريوس الجدية قد ارتكزت على أسس متينة لجيل تويوتا الجديد، مع تدني مركز ثقل السيارة الى الأسفل بسبب نقل البطارية الضخمة الهجينة الى أسفل المقاعد الخلفية.
لذلك، فتماسك سيارة بريوس ملحوظ بشكل جيد، بتماسك معتدل و تمايل محدود لجسم السيارة تحت معظم الظروف، والانزلاق أثناء الاستدارة فقط عند تجاوز المنعطفات بسرعات عالية، مما يعني الاستفادة القصوى من معظم الثبات الذي توفره الاطارات ذات القياس 195/65 على العجلات المعدنية ذات 15 بوصة والتي لديها غطاء معدني عليها لتحسين الديناميكا الهوائية. نظام التوجيه المثقل باعتدال يوفر بعض المظاهر المساعدة، في حين تعمل الفرامل بشكل جيد مع الشعور الخطي الذي توفره دواسة المكابح.
سيارة بريوس هي على الأرجح الطراز الأكثر تمتعاً بالتكنولوجيا الفائقة من بين منتجات تويوتا، وقد أبلوا بلاء حسناً في اضفاء ذلك الشعور على تصميم السيارة. اتضح أيضاً أن قيادتها جيدة بشكل مذهل، في حين أن الثمن جيد أيضاً و في متناول المستهلك العادي، و ذلك بفضل الممارسات التي جعلت السيارة تتمتع بمواصفات أقل مما هي عليه في الأسواق الغربية، ولكن لا تزال مجهزة تجهيزاً جيداً. في حين أن أسعار النفط المنخفضة حالياً و التصميم الذي يأخذ طابع الروبيان الغاضب ربما قد تجعل بعض الناس يعزفون عنها في الوقت الراهن، وربما قد يأتي الوقت الذي ستكون فيه بريوس شائعة في طرقاتنا مثل كامري، وليس بفضل أوراق اعتمادها البيئية الجدلية.
للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية، اضغط هنا.
و لمعرفة آخر الاسعار و المواصفات، قم بزيارة دليل المشتري لتويوتا بريوس.
لا يوجد تعليقات، كن الأول!