تجربة قيادة 2017 مرسيدس – بنز AMG GLE 63 S كوبيه
عقبة أخرى لمرسيدس بنز مجدداً، بصناعة ما لم يتم طلبه من قبل. بداية جاءت مرسيدس بسيارة A-class سوبرميني، و هي سيارة اقتصادية غير مرغوبة و غالية الثمن، و أثبتت نجاحها في اوروبا فقط. و من ثم كانت سيارة CLS-Class كوبيه ذات الأبواب الأربعة، و التي مثلت حيلةً تسويقية استنسختها كثير من العلامات التجارية الآن. ثم جاؤوا بحافلة R-Class كروس أوفر الصغيرة و التي صاحبها الكثير من الشؤم. و من ثم مرت مرسيدس بنز بفترة انقطاع و راحة طويلة امتدت لعشر سنوات، انتهت مع مجيئ GLE-Class كوبيه و ظهورها الأول عام 2015. و على أية حال، فهي مجرد اعادة تشكيل لفكرة جاءت بها بي ام دبليو عام 2007. حيث يهدف اصدار مرسيدس هذا ليكون أكثر عملانية.
بُنيت GLE كوبيه على أساس سيارة SUV من GLE-Class التي تعتمد على جسم و شاصي مدمجين بهيكل واحد ( و التي عُرفت سابقاً باسم M-Class ) و بسقف بشكل بيضوي و أكثر انخفاضاً. في الواقع يبدو الشكل الاجمالي للسيارة الآن أشبه ببيضة تسير على عجلات، و لكنها ما تزال ملفتة للأنظار، و تبدو أقوى بفضل تقليمات AMG بمداخل هواء أكبر على المصدات، و ماسورة عادم رباعية الأطراف، و عجلات معدنية ضخمة بقياس 22 بوصة. و في الحقيقة، اختارت مرسيدس بنز تقديم GLE كوبيه بمحرك البنزين كطرازت AMG فقط. و السيارة التي نقودها هي طراز مرسيدس AMG GLE 63 S الأكثر نجاحاً منها.
تصميم GLE كوبيه الداخلي مشابه في معظمه لاصدار SUV ذو الشكل الشبيه بالصندوق و الذي كان قد عُدل منتصف عام 2015. و قد أضاف هذا التعديل بعض التقنيات الجديدة، لعل أبرزها شاشة على الداشبورد بأسلوب أجهزة iPad. و تأتي التقليمات مستمدة بشكل نموذجي من AMG باستعمال واسع و كريم للتنجيد الجلدي ( بما في ذلك الكانتارا على عجلة القيادة فقط ) و السطوح المبطنة و المنتشرة على الداشبورد، و الأبواب، و مساند الذراع. علاوة على ذلك حلت تقليمات من ألياف الكربون بدلاً من الخشب الكامد الذي يتواجد في طرازات بمستوى مواصفات أقل من GLE. و يأتي الداشبورد بتصميم لطيف و مرتب بشكل جيد، على الرغم من استمرار وجود قرار باستخدام لوحة مفاتيح كاملة للهاتف على الكونسول المركزي.
و بمجرد ان تدخل الى المقصورة، بمساعد درجة جانبية مرتفعة و ذات تصميم لا يخلو من الحماقة، ستجد أن GLE كوبيه تمكنت من ادارة المساحة المتوفرة في الداخل بشكل أفضل بعض الشيئ من منافستها ذات السقف المحدب، بي ام دبليو X6، و ذلك على الأرجح بفضل خط السقف الأقل انحداراً فيها. و هناك مساحة أكثر من كافيه للبالغين طوال القامة في الأمام، في حين أن الحيز العلوي و السفلي الخلفي متوسط الاتساع. و يمكن أن يتسع المقعد الخلفي لثلاثة ركاب مع عدم تمتع الراكب في المنتصف بنفس قدر الراحة للركاب الباقين. و سينتابك شعور الجلوس في البانيو حيث أن المقاعد منخفضة و عتبات النوافذ مرتفعة.
عدم وجود مقعد ثالث، يعني أن صندوق السيارة ضخم للغاية، فيما تبدو عملية طي مقاعد الصف الثاني رتيبة و مملة بعض الشيئ اذ عليك دفع اسفل المقعد للأمام و من ثم طي ظهر المقعد. عملانية السيارة جيدة جداً، بوجود جيوب تخزين كبيرة بما يكفي، و العديد من الخطافات لتعليق أكياس البقالة، و عدد كافٍ من حاملات الأكواب المغطاة، بالاضافة لمكان يتيح لك الاحتفاظ بمتعلقاتك الصغيرة في متناول اليد.
و كون GLE 63 S سيارة المواصفات الأعلى، فهي تأتي محملة بالأدوات الاختيارية لأقصى حد، على الرغم من أن بعض الخيارات سيترتب عليها مزيد من الكلفة. و قد أتت سياراتنا الاختبارية بكل شيئ ابتداء من مساند الرأس الآلية وصولاً الى شاشات LCD الخلفية، و يوجد ستيريو Harmon Kardon ممتاز، و منافذ USB و بلوتوث، و نظام ملاحة سهل الاستخدام على الأقل بالنسبة للوظائف الأساسية، و مكيف هواء ثلاثي المنطقة أفضل مما هو عليه في معظم السيارات الألمانية الأخرى.
وتضمن السمات الأخرى فتحة سقف ضخمة، و مقاعد آلية مهواة، و آلية دخول بدون مفتاح و نظام تثبيت سرعة تلاؤمي، و كاميرا خلفية مع خطوط ارشاد، و أضواء HID أمامية مع أضواء LED نهارية أمامية و خلفية، و بوابة خلفية آلية، و نظام مراقبة ضغط الاطارات و طقم كامل من الأكياس الهوائية. و علاوة على ذلك تأتي سيارتنا الاختبارية بسمات أخرى مثل نظام مراقبة النقطة العمياء، و أضواء فرامل تلاؤمية، و نظام تشغيل و ايقاف أوتوماتيكي لتوفير الوقود، و غير ذلك.
و حتى لو كانت شارة 63 الموجودة على المحرك تذكرنا بمحرك 6.3 ليتر، الا أنها ستشير هذه الأيام الى محرك V8 ذو توربو مزدوج بسعة 5.5 ثانية، و قد جرى تحديثه ليولد الآن قوة 557 حصان عند 5750 دورة في الدقيقة و 700 نيوتن متر من عزم الدوران عند مجال يمتد من 1750 الى 5500 دورة في الدقيقة، و لكن عليكم أن تعيروا انتباهاً الى ان سيارتنا الاختبارية من الاصدار S ما يعني رفع القوة الى 585 حصان و 760 نيوتن متر من عزم الدوران و هذا يختصر رسميا ً 0.1 ثانية من الوقت اللازم للانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا و في نفس الوقت يزيد بالسعر بما يكفي لشراء سيارة كيا صغيرة.
قد تبدو GLE كسلحفاة، و لكن بفضل السلاسة و النعومة، و مبدل السرعات السبعة الأوتوماتيكي الرشيق، و نظام الدفع الرباعي، تمكنا من الانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا خلال 4.7 ثانية في طقس شهر ديسمبر البارد. و هذا رقم مهم و قوي تحققه سيارة SUV تزن 2350 كغ، و ثاني أسرع سيارة SUV قمنا باختبارها، بعد بنتلي بينتايجا التي تأتي في الصدارة. و دائماً هناك قوة و المزيد من القوة عند أي سرعة. و بالانتقال الى الوضع الرياضي، سيحرر العادم هديراً يهز الأرض و الذي يقارب الحدود غير القانونية. و قد سجلنا معدل استهلاك وقود بلغ 18.5 ليتر لكل 100 كم من بنزين سوبر RON98 و هذا أفضل قليلاً من آخر سيارة ML 63 AMG قمنا باختبارها سابقاً.
و قد بدأت مرسيدس بنز أخيراً بالعمل بالاتجاه الصحيح فيما يخص التماسك في سياراتها، و لعل سيارة GLE AMG كوبيه مثال واضح على ذلك الأمر. حيث لا يوجد أي تمايل يمكن ادراكه او الاحساس به لجسم السيارة، و تعطي قيادتها شعوراً أشبه بالركوب في سيارة هاتش باك عالية تسير بسرعة على منعطفات طويلة، و ذلك بفضل نظام التوجيه الحاد و المثقل بشكل معتدل و الفرامل القوية. و قد وجدت اطارات السيارة الضخمة بقياس 285/40 في الأمام و 325/35 في الخلف الفرصة أخيراً للتعبير عن قدراتها الكامنة و ذلك دون الزامها و تقييدها بنظام ESP، على الرغم من أن الوجود الشحيح للاضافات المساعدة لعملية التوجيه يعني أن هنالك قسط واسع من التخمين أثناء تقصي حدود الانعطاف القصوى.
ركوب السيارة يتسم بقدر معقول من النعومة و السلاسة بالنظر الى وجود عجلات معدينة كبيرة بقياس 22 بوصة مع اطارات منخفضة، و يمكن في الواقع أن يطالها بعض القساوة عند تناول السطوح الوعرة، و قد تبدو حتى هائجةً بشكل طفيف عند تناول مطبات السرعة الحادة. و هي هادئة جداً على الطريق السريع، و لكن هدير المحرك الخافت قد يغدو صاخباُ عند الضغط بشكل زائد على دواسة الوقود. و تزداد قساوة و احكام نظام التوجيه مع زيادة السرعة.
و من السهل جداً ركن السيارة بفضل الكاميرا الخلفية و الحساسات، و لكن مجال الرؤية الخلفي محدود نوعاً ما أثناء الحركة بسبب المرايا الجانبية الصغيرة بشكل مبالغ فيه، و ذلك على الأرجح يعود لاعتبارات تتعلق بالايروديناميكية الهوائية للسيارة. و عليك الانتباه بشكل جيد للعجلات المعدنية و التي من الممكن أن تتعرض للضرر عند حواف الأرصفة. و عليك أن تعتاد على العدد الزائد من سيقان التحكم خلف عجلة القيادة – واحدة للمؤشرات و الماسحات، و أخرى لنظام تثبيت السرعة، و أخرى للغيارات. و قد قمنا تثبيت السرعة في العديد من المرات التي أردنا فيها استعمال المؤشرات الضوئية، كما أخطأنا مرة و اخترنا الغيار ( الفارغ ) N أثناء القيادة على الطريق السريع فيما كنا نحاول بخ الماء على الزجاج الأمامي!
في حين أن الأمور على ما يرام بالنسبة للدروب الحصوية و الشطآن الرملية المنبسطة، ليس هنالك أي مجال لتناول الطرقات الوعرة بشكل جدي، حتى لو اعتقدت مرسيدس بنز أن نظام 4MATIC للدفع الرباعي سيفي بالغرض. اذ أن حافة المصد الأمامي منخفضة جداً، ولا يرتفع نظام التعليق الهوائي الديناميكي بما يكفي لزيادة الفسحة الأرضية الى حد ذو معنى في هذا المجال. و اذا ما أردت أن تخوض غمار رحلة عبر الكثبان الرملية من دون أن تعلق في الرمال، فعليك أن تتمتع بقدر كبير من المهارة، و لكن اذا غصت في الرمال، فلن يكون هنالك تروس منخفضة المدى لسحبك منها.
لم يكن هنالك حاجة لوجود سيارة GLE كوبيه، و لكن و على غير العادة، لن نمانع رؤيتها في المدينة كسيارة تمتاز و تختلف عن بقية سيارات كروس أوفر العادية. فهي ليست جذابةً من وجهة النظر التقليدية، و لكنها تبدو كمن يرتدي قميص هاواي في اجتماع عمل. فحظاً موفقاً لكل من يجد مكاناً ليطلق العنان لهذه القوة الهائلة.
للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية لمشفيك حسين، اضغط هنا.
و لمعرفة آخر الأسعار و المواصفات، تفضل بزيارة دليل المشتري لمرسيدس بنز جي ال اي.
لا يوجد تعليقات، كن الأول!