القيادة الأولى: 2018 بوغاتي شيرون في الامارات العربية المتحدة

القيادة الأولى: 2018 بوغاتي شيرون في الامارات العربية المتحدة

هنالك بضعة أشياء لا تحدث الا مرة واحدة في الحياة. و أحد تلك الأشياء هو الحصول على فرصة لقيادة أي سيارة من بوغاتي. فعندما كانت فيرون جديدة عام 2005 كان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية و كانت فكرة آيفون مجرد فكرة عابرة في ذهن ستيف جوبز. بالطبع، الآن بات لدينا اصدار شيرون من بوغاتي. و قد حظي كاتبنا الصحفي غوتام شارما بقيادتها في البرتغال ابان حفل التدشين العالمي لها آنذاك. و في هذا الشتاء، قُدم لي (مشفيق) عرض حصري لقيادة السيارة ذاتها على شوارع الامارات العربية المتحدة، بصحبة بطل سباق 24 Hours of Le Mans لعام 1988، أندي والاس كسائق مساعد.

لن نربككم بالخوض بالتفاصيل و الانجازات التقنية لهذه السيارة، حيث أنه قد سبق و ان قمنا بتغطية هذا الموضوع بشكل واسع في مراجعتنا السابقة. في حين أن ما سنرويه لكم هو وصف تجربة قيادة بوغاتي شيرون على أرضنا، انطلاقاً من شارع الشيخ زايد في دبي وصولاً الى جبل حفيت في العين.

لنبدأ بالمظهر الخارجي. في الواقع تتمتع شيرون باطلالة رائعة، و هي بلا ريب تحمل كل ما يميز بوغاتي. لم تكن فيرون جميلة المظهر على نحو خاص، و لكنها حظيت بالتقدير و الاعجاب بسبب ما تقدمه من قوة بلغت 1000 حصان. و قد ذهبت في اصدارات لاحقة أبعد من ذلك لتسجل قوة 1200 حصان.

حتى أن سيارات فائقة جداً و حديثة السن كفيراري لافيراري، و بورشه 918 سبايدر و ماكلارين P1 لم يكن بمقدورها التفوق على فيرون. و لكن تمكنت شيرون من التفوق على فيرون بمحرك W12 ذو توربو رباعي و بسعة 8 ليتر و بقوة 1500 حصان. و قد تم تحديد سرعة شيرون الكترونياً عند 420 كم/سا لأنه لم يتم اختراع اطارات تتحمل ما يفوق هذا المقدار من السرعة. و حتى أنه الآن يجب أن يتم الصاق الاطارات بالعجلات المعدنية، لمنع امكانية دوران العجلات بسرعة أكبر من الاطارات! و إلا، لكان من المتوقع أن تكون شيرون قادرةً على تجاوز سرعة 460 كم/سا، أكثر من كونيغسيغ و آخرين ممن تألقوا في التحديات الأخيرة. فشيرون حقيقةً هي الملك الحالي للسيارات الفائقة.

من السهل الدخول و الخروج من و الى السيارة بفضل الأبواب التقليدية. في البداية قمنا باجراء جولة قيادة احمائية الى جانب آندي، و الذي قام باستعراض تفاصيل السيارة. التصميم الداخلي معتدل في معظم جوانبه، و يفتقد بشكل بارز لشاشة على الكونسول المركزي. و يقول آندي أن سبب ذلك هو كون السيارة ستُصنع على امتداد العقد القادم حيث قد تصبح بعض الشاشات موضة قديمة حينئذ. و بدلاً من ذلك، هنالك شاشة LCD أصغر في تجمع العدادات  و الذي يحتوي أيضاً على عدادات السرعة العادية. و يوجد ثلاثة مقابض صغيرة على طول الكونسول المركزي و التي يمكن من خلالها استعراض معلومات متنوعة، بما في ذلك الإعدادات التي تُظهر السرعة القصوى التي يتم الوصول اليها الى جانب القوة الحصانية العظمى المستخدمة لذلك.

و عندما ترجل آندي و استبدلنا المقاعد، قمت مباشرة بوضع مبدل التروس على الخيار ” D ” و بدأت بالقيادة. لم تكن قيادتها مرعبة على الإطلاق. فداوسة الوقود و مبدل التروس في غاية الحساسية و يتمتعان باستجابة عالية، و في الواقع من السهل قيادة هذه السيارة ببطئ، و دون أي رهبة و توتر متوقع. الرؤية الأمامية جيدة جداً، في حين أن الرؤية الخلفية مدعومة بالكاميرا. ركوب السيارة محكم، و لكن يمكن تحمله لرحلات طويلة، و هو ليس أسوأ من ركوب بي إم دبليو M2. صوت المحرك مسموع دائماً ( مع اندفاعات توربينية ضخمة عند الضغط على دواسة الوقود )، حتى عندما قدنا السيارة بسرعات الطريق العام عند ما يقارب معدلات الخمول لدوران المحرك، و على اية حال، فإنه ما زال من الممكن اجراء المحادثات دون الحاجة للصراخ.

و بعد أن وصلنا الى طريق خاص، وجدت أخيراً الفسحة المناسبة للانطلاق بها بسرعة. الآن، باتت السيارات السريعة مألوفة بالنسبة لي – دودج SRT هيل كات، نيسان GT-R، فيراري 812 سوبر فاست، لامبورجيني أفينتادور SV، كنت قد اختربتهم جميعاً. و لكن الضغط الكامل على دواسة الوقود في شيرون، بكل معنى الكلمة، لا يشبه أي شيئ آخر في هذا العالم. و من سرعة تجوال تقارب 80 كم/سا، ضغطت بقدمي اليمنى على دواسة الوقود بالكامل و سرعان ما سجلت سرعة تقارب 300 كم/سا في غضون ثوان معدودة. مع الصوت المصاحب الأشبه بطائرة ابان اقلاعها على المدرج. ليست تلك السرعة هي الأمر الذي يستحق الاهتمام و إنما سرعة الوصول اليها الأمر الذي أذهلني بحق. ثم أحجمت عن تزويد المزيد من الوقود للمحرك دون أن انتظر طلب آندي بذلك، لأن السيارة كانت ما تزال تتسارع بشدة في الوقت الذي سيبدأ غيرها من السيارات باستنفاذ القدرة على العدو و التسارع بنفس السرعة و الاندفاع. و بعد أن ضغطت دواسة الفرامل بالكامل وصلت السيارة الى الوقوف بسرعة كبيرة أيضاً و دون أي ردود فعل دراماتيكية، بصرف النظر عن الاهتزاز المعتدل في نهايتها الخلفية حيث تحول السبويلر الخلفي لها الى أداة للفرملة الهوائية. و من ثم تابعنا مسيرنا الى الطريق الجبلي. على الطريق السريع، كان المذهل كيف يمكن للسيارة التسارع من 120 كم/سا الى 140 كم/سا في لمح البصر، و تجاوز السيارات الأخرى بجزء من الثانية. لذا من الأفضل أن تبقي وضع نظام تثبيت السرعة مفعلاً اذا ما كنت من السائقين قليلي الانتباه.

و بمجرد الوصول الى المنطقة الجبلية. قمت باطلاق العنان للسيارة صعوداً بحذر بهدف الاحساس بشعور التماسك الذي توفره شيرون. و من غير الضروري أن أقول أنني كنت أقودها فيما دون حدودها القصوى، و لكن حتى أثناء سرعاتي ” المحافظة “، فقد كنا ما نزال أسرع من كثير من السيارات الرياضية بقوتها الكاملة. و حتى عند الضغط على دواسة الوقود في مسار مستقيم قصير و من ثم الضغط على الفرامل و الالتفاف على منعطف حرج بعض الشيئ – ببساطة، تناولنا الجزء المستقيم بسرعة كبيرة، في حين أعطتنا قبضتها الضخمة الكثير من الثقة علاوة على أي سيارة أخرى. و لا يسمح نظام الدفع الكلي بأي شكل من أشكال الانزلاق نحو داخل أو خارج المسار – فقط، انعطاف طبيعي بتنقنية Point-And-Shoot. حتى أن نظام التوجيه المثقل بشكل جيد، يقدم اضافات مساعدة بمستوى جيد. فكر بها و كأنها سيارة Go-kart، و لكن مع الحصول على 100 ضعف من ناحية السرعة و 1000 ضعف من ناحية الراحة.

آنفاً قدمنا لكم وصفاً لتجربة قيادة سيارة فائقة يبلغ ثمنها 10 مليون درهم. و هنالك أخبار جيدة من حيث موضوع الصيانة – حيث تتطلب فيرون تبديل كامل العجلات مع الاطارات الأربعة كل 4000 كم بكلفة تبلغ 150000 درهم، و لكن اطارات شيرون يمكن استبدالها عند أي وكيل محلي دون الحاجة للتفريط بكامل العجلات، لذا ستكون ” أرخص بكثير ” الآن! و يتنامى سعر السيارات الموجودة منها نظراً لزيادة ندرتها، حيث ستقتصر عملية انتاجها على 500 قطعة فقط. و هي مكسب حقيقي بكل الطرق التي يمكن النظر اليها بها.

للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية لمشفيق حسين، اضغط هنا.

الصور من بوغاتي.

What do you think?

*

اقرأ عن

تصفح الأرشيف