تجربة قيادة: 2018 آودي RS3 سيدان
كانت آودي RS3 التي ظهرت للمرة الأولى قبل عامين سيارة اسطورية، و لكن الاصرار على استمرارها بهيئة هاتش باك فقط لم يكن جيداً لها، و خصوصاً في منطقة تهوى سيارات سيدان مثل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. تمتلك آودي حاليا طراز A3 سيدان ضمن اسطولها – لذا فقد قامت الشركة بخطوتها المنطقية التالية، باضافة RS3 سيدان.
تبدو RS3 سيدان سيارة متواضعة، لا سيما مع اللون الأبيض الخالص لسيارة الاختبار الخاصة بنا. و عليكم النظر بدقة لتلاحظوا أنها ليست مجرد سيارة A3 عادية. فهنالك نقوشات ” Quattro ” دقيقة و بارعة على الشبكة الأمامية، مع سبويلر خلفي عبارة عن مجرد خط أسود رفيع، و طرف ماسورة عادم بلون أسود أيضاً، و عجلات كبيرة بقياس 19 بوصة مطلية بلون من درجات الظل الرمادي.
و كنا نأمل أن تقدم السيارة تصميماً أكثر غضباً، بوجود عناصر مثل رفراف عجلات أكبر، و المزيد من فتحات الهواء الوظيفية في أماكن أخرى غير المصد الأمامي، و لكن كالعادة اختارت آودي أن تكون أكثر رقةً. لذا لا تتوقع أن تتلقى الكثير من الاحترام من سيارات الأجرة، و سيارات تيدا و الشاحنات على الطريق.
في الداخل، لا تختلف السيارة كثيراً عن مقصورة طراز القاعدة من آودي A3. فهنالك مواد ناعمة الملمس على كافة السطوح فوق مستوى الخصر، مع ألواح من البلاستيك القاسي في الجزء السفلي لتذكرك بأصول طراز A3. مع ذلك، تأتي السيارة بتنجيد أكثر روعة، من الجلد و ملحقات الأبواب من الكانتارا و واقيات الركبة عند الكونسول المركزي. و هنالك عجلة قيادة مستوية من الأسفل و بكسوة سميكة. و تبرز شاشة نظام الوسائط المتعددة على أعلى الداشبورد، و يمكن اعادة ايوائها بكبسة زر، في حين أردت التركيز على القيادة.
مساحة المقصورة الداخلية محترمة جداً، بحيز علوي كافٍ في كل الأرجاء و حيز سفلي مناسب للبالغين متوسطي القامة، على الرغم من أن المقعد الوسطي الخلفي يلائم الأطفال فقط. و المقاعد الرياضية الأمامية مدعمة على نحو شديد فقط عند مستوى الخصر، لذا لن ينجم عنها شعور بالضيق. و هنالك ما يكفي من جيوب الأبواب و حجرات التخزين، و لكن بالنسبة لحاملات الأكواب، فالأمامية منها متموضعة بشكل غريب أمام مبدل التروس، و لم نتمكن من ايجاد أي منها في الخلف. و يأتي صندوق السيارة بحجم جيد في سيارة صغيرة كهذه. و على نحو غريب، يأتي مسند الذراع المركزي الخلفي بشكل اختياري.
و تشمل السمات المتوفرة نصف سقف زجاجي، و أضواء LED أمامية و خلفية، و كاميرا خلفية مع حساسات، و نظام تثبيت سرعة، و مكيف هواء ثنائي المنطقة مع فتحات خلفية، و زر تشغيل، و امكانية ايقاف و تفعيل المحرك الأوتوماتيكية لتحسين معدل استهلاك الوقود، و فرامل الكترونية لركن السيارة، و مقاعد أمامية آلية، و طقم كامل من الأكياس الهوائية، و نظام ESP، و غير ذلك الكثير. و لا يمكن الاعتياد على نظام الوسائط المتعددة سالف الذكر بغضون أيام، اذ يتطلب الأمر النظر باتجاه قرص التحكم الدوار بالقرب من مبدل السرعات، و هو ما قد يفضي الى نوع من الإنشغال عن القيادة.
و قد تم تحديث محرك التوربو ذو الاسطوانات الخمس بسعة 2.5 ليتر الخاص بسيارة RS3 عندما قدنا اصدار هاتش باك منها عام 2016. فهو الآن يولد قوة 400 حصان عند مجال من 5850 الى 7000 دورة في الدقيقة و 480 نيوتن متر من عزم الدوران من 1700 دورة في الدقيقة وصولاً الى 5850 دورة في الدقيقة. و قد تمكنا من الانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا خلال 5 ثوان في طقس شهر يناير البارد، و دون تضييع أي قوة حصانية في دوران العجلات في مكانها و ذلك بفضل نظام كواترو للدفع الكلي. و في الوقت الذي لا تبدو فيه RS3 السابقة سريعة على نحو كبير أثناء القيادة اليومية، تبدو القوة الجديدة للسيارة جليةً عند أي سرعة، دون أي تلكؤ بارز فيما بين الضغط على دواسة الوقود و الحصول على الاستجابة المطلوبة، على خلاف بعض سيارات توربو تشارجد الأخرى.
و يعمل ناقل الحركة الأوتوماتيكي ثئائي القابض بسرعاته السبع بشكل جيد، فهو سلس بما يكفي أثناء القيادة الاعتيادية، و سريع الاستجابة عندما يتطلب الأمر للحصول على اندفاع اضافي مفاجئ. كما أن مبدل السرعات الموجود على المقود سريع أيضاً لاضفاء بعض المتعة في حال أردت تبديل السرعات بنفسك، و يصاحبه أصوات “برراب” عند الانتقال الى تروس أدنى، و خصوصاً عند اختيار وضع القيادة الديناميكي. في حين أن ابقاءها على وضع القيادة العادي لمعظم الوقت ساعدنا على تسجيل معدل استهلاك وقود بلغ 13.3 ليتر لكل 100 كم.
و قد زودت سيارتنا الاختبارية بنظام التعليق التلاؤمي الاختياري، و على الرغم من ذلك لم يكن الفرق بين أوضاع القيادة المختلفة واضحاً بما يكفي. و تتماسك السيارة على النحو الذي توقعناه بشكل جيد من آودي بدفع كلي، دون أن يطل برأسه أي انزلاق و لو طفيف باتجاه داخل أو خارج المسار. كما أنه ليس هنالك أي تمايل واضح لجسم السيارة يمكن الحديث عنه، و ليس هنالك نهاية للقبضة أثناء القيادة الحماسية في الشوارع. في حين أن أشقاءها الأكبر، مثل RS6 باتت في نهاية الأمر تعاني من الانزلاق بشكل أو بآخر على المنعطفات. و يقدم نظام التوجيه اضافات مساعدة على نحو معتدل، و هو مثقل بشكل جيد. مع تقديم المزيد قليلاً من كليهما عند اختيار الوضع الديناميكي. و الفرامل قوية و تؤدي عملها بشكل جيد.
ركوب السيارة محكم و لكنه ما يزال مطاوعاً بما يكفي للقيادة اليومية. كما أنها هادئة بشكل معقول أثناء الوضع العادي، مع ارتفاع صوت العادم فقط عند تطبيق ضغط كبير على دواسة الوقود.
تُقدم آودي RS3 سيدان تضافراً فريداً بين القوة، و التماسك، و العملانية بالمقارنة مع منافسيها المباشرين، و أعني هنا بي إم دبليو M2 ذات البابين فقط و مرسيدس AMG CLA45 و التي تمتلك مساحة رهيبة متاحة للمقاعد الخلفية. مع ذلك لنكون صادقين، فمرسيدس ذات الانحياز الأمامي فاشلة، و لكن بي إم دبليو تقدم قيادة أكثر متعة عندما تأتي بدفع خلفي. و لكن في الوقت الذي تقدم فيه RS3 قيمة فعلية مضافة بكونها سيارة عائلية أكثر من تلكما المذكورتين آنفاً، فإن سيارتنا الاختبارية تبلغ من الثمن ما يقارب قيمة آودي Q7 ما يقود RS3 الى تصنيفها كمنتج بسعر باهظ بعض الشيئ.
للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزيةلمشفيق حسين، اضغط هنا.
لا يوجد تعليقات، كن الأول!