تجربة قيادة: 2017 شيفروليه كامارو SS

تجربة قيادة: 2017 شيفروليه كامارو SS

تواجدت شيفروليه كامارو في منطقتنا منذ عام 1967 حيث كانت موجهة آنذاك لتنافس فورد موستانج الناجحة. و تعاقب عليها ستة أجيال الى أن توقفت عام 2002، ثم عادت لتولد من جديد عام 2010 بفضل استمرار نجاح فورد موستانج. و لكن هل كانت شيفروليه تلعب لعبة اللحاق بالركب فقط كل هذه السنوات؟ قد يكون ذلك صحيحاً لعدة عقود و لكن الجيل السادس الأخير من كامارو SS و التي استأجرناها منذ فترة لا تسعى للحاق بأي منافس آخر بالتأكيد.

و قد اختارت كامارو التخلي عن اعادة البناء الكاملة لصالح الحفاظ على هويتها بنكهة حديثة و معاصرة، فكامارو الأخيرة في الواقع سيارة أقصر مبنية على منصة جديدة بالكامل مستمدة من كاديلاك ATS. فمن ناحية المظهر الخارجي باتت الأضواء الأمامية أنحف، و الدعائم C الجانبية أكثر اكتنازاً، و الشبكة الأمامية أكبر، و السقف أخفض. لذا فقد حافظت على طابعها المشهور مع ابعاد أكثر احكاماً، و لكن الأضواء الخلفية تأتي بشكل عادي على نحو يثير الاستغراب، و العجلات ذات الطلاء الأسبود الذي يبدو كمطاط كامد يعوزه البريق أكثر من كونه مجرد طلاء.

في الداخل، أخذت جنرال موتورز بعض الخطوات لتخفيف البيئة الداخلية الرخيصة التي كانت عليها كامارو السابقة. فهنالك الآن مواضع عدة يتواجد فيها القماش الجلدي المخيط و السطوح المحشوة و المبطنة على الداشبورد العلوي، و ألواح الأبواب و واقيات الركبة، على الرغم من ذلك بقيت نسبة وجود البلاستيك القاسي مرتفعة. تصميم المقصورة الداخلية بحد ذاته معاصر، بداشبورد منخفض بهدف تحسين مستوى الرؤية الأمامية، مع وجود العديد من خيارات الاضاءة الداخلية الرائعة، و لكن هنالك جوانب تصميمة رئيسية تتسم بالغرابة مثل فتحات مكيف الهواء المثبة تماماً أمام مبدل السرعات، و شاشة اللمس المركزية التي تميل الى الأسفل ( على الأرجح بهدف تقليص التوهج ).

مساحة المقصورة جيدة بالنسبة لشخصين بالغين. و المقاعد الأمامية مبطنة و مدعمة على نحو معتدل، و لكنك تجلس في موضع منخفض جداً في السيارة مع سقف قريب من رأسك. أما الجزء الخلفي من المقصورة فقد تقلص بشكل أكبر، اذ لا يقدم تقريباً حيزاً سفلياً تقريباً. و هذا يجعل من كامارو السيارة القوية رباعية المقاعد الأقل عملانية في السوق. حتى أن صندوق السيارة ضحل جداً، مع فتحة صغيرة، على الرغم من ذلك فهو طويل نوعاُ ما، ما يبقى بعض الفائدة لاستخدامه. اما شاشة MyLink الخاصة بنظام المعلومات الترفيهي فهي أصغر مما هي عليه في بقية منافسيها، الا أنها تتمتع باستجابة عالية و تتعامل مع كل شيئ من الوسائط المتعددة وصولاً الى اعدادت الهيكل و نظام الملاحة و الكاميرا الخلفية. كما يوجد شاشة ملونة بين العدادات و التي تعرض كامل المعلومات المتعلقة بالأداء، مع قابليتها للتخصيص على نحو واسع.

و تأتي كامارو SS المخصصة لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي بتجهيزات جيدة، و تتضمن هاتف بلوتوث الاالعتيادي، و آلية الدخول و التشغيل الذكية، و فرامل ركن السيارة الالكترونية، و نظام تثبيت السرعة، و عارض على الزجاج الأمامي، و شاحن ويرلس، و ستيريو جيد مع نظام CarPlay من آبل، و منفذي USD مع AUX موجود بشكل أخرق ضمن جيب مسند الذراع المركزي. مكيف الهواء ثنائي المنطقة جيد، و يتم التحكم به من خلال قرص أنيق حول فتحات الهواء المركزية. و هنالك طقم كامل من الأكياس الهوائية، و أنظمة ABS و EBD و ESP، و نظام مراقبة ضغط الاطارات، و لكن خيارات السلامة النشطة مثل تثبيت السرعة التلاؤمي و مراقبة النقطة العمياء غير متوفرة في الطراز القياسي منها.

تتزود SS بالقوة من محرك V8 بسعة 6.2 ليتر، و يقترن المحرك في سيارتنا الاختبارية بناقل حركة جيد التعديل من 8 سرعات أوتوماتيكية مع مبدل تروس على المقود. و يولد المحرك قوة 455 حصان عند 6000 دورة في الدقيقة و 617 نيوتن متر من عزم الدوران عند 4400 دورة في الدقيقة، و قد تمكنا من الانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا خلال 5 ثانية في معظم الأحيان، مع ذلك قد يختلف هذا الزمن في بعض الأحيان بحدود نصف ثانية. و تقلع السيارة مع بعض من دوران العجلات في المكان حيث يتزود نظام الجر بالقوة بشكل سلس، و ليس في ذلك أي مدعاة للقلق.

و لكن كامارو SS الجديدة تتألق من ناحية التماسك، حيث أن هنالك مقدار هائل من القبضة التي توفرها اطارات كبيرة بقياس 245/40 في الأمام و 275/35 في الخلف، و التي تغطي عجلات معدنية بقياس 20 بوصة. كما و يمكنها القيام ببعض المتعة حيث أن خلفية السيارة قد تتأرجح قليلاً باستخدام توجيه متمرس. كما يعني وجود أبعاد أقل أن السيارة أمنة و كفوءة بشكل مرضٍ على المنعطفات. إنه فعلاً هيكل في غاية الروعة.

و تقريباً ليس هنالك أي تمايل يمكن ادراكه لجسم السيارة، و يوفر نظام التوجيه المثقل بشكل جيد اضافات مساعدة على نحو حسن، كما أن فرامل بريمبو قوية للغاية. كما تم تعديل نظام ESP على نحو ذكي. حيث يولف و يعدل في دوران العجلات بالمكان بدلاً من مجرد قطع القوة.

و اثر القيادة يوماً بعد يوم، و جدنا مقداراً من عزم الدوران، و لكنها لا تبدو قوية عند النهاية الدنيا مثل تشالنجر SRT على سبيل المثال. و هنالك صوت هدير هائل من العادم التلاؤمي، و قد بلغ معدل استهلاكنا المجرب للوقود  مقدار 15.5 ليتر لكل 100 كم ما يعني أن عليك الضغط بهدوء على دواسة الوقود.

ركوب كامارو SS يتمتع بسلالة و نعومة معقولة على معظم السطوح، على الرغم من أنه قد يبدو قاسياً بعض الأحيان، على الرغم من أنها مجهزة بنظام تعليق تلاؤمي. كما أنها أكثر صخباً في الداخل من موستانج أو تشالنجر و هنالك مقدار ملاحظ من ضجيج الطريق في المقصورة. و يبقى مستوى الرؤية الخارجية مذهلاً ما يجعل من السهل الإسراع بها بارتياح.

ما تزال كامارو SS الأخيرة دون المستوى المطلوب اذا ما نُظر اليها كسيارة قيادة يومية، و لكنها تطورت لتكون سيارة رياضية أفضل الآن، و يجب الدفع بها بشدة على طرقات ملتوية ليتم تقدير و استحسان شجاعتها المضافة حديثاً. لنكن صادقين، شيئ ما أكثر قوة مثل كامارو ZL1 سيكون مبالغاً فيه. و قد تكون SS أفضل سيارة رياضية في فئتها في الوقت الراهن.

للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية لمشفيق حسين، اضغط هنا.

ولمعرفة آخر الأسعار و المواصفات، تفضل بزيارة دليل المشتري لشيفروليه كمارو.

What do you think?

*

اقرأ عن

تصفح الأرشيف