تجربة قيادة: آودي RS3 كواترو سبورت باك
اذا كنت هنا في الشرق الأوسط في الثمانينيات، فسوف تتذكر مثلنا أن سيارات “hatchback” كان ينظر لها باستخفاف كسيارات اقتصادية. هذه النزعة تواصلت الى حد بعيد وحتى الالفية الثانية التي بدأ بعدها بعض الاشخاص بالتودد الى سيارات الأبواب الخمسة الصغيرة، والتي دائماً ما كانت شائعة وشعبية في أوروبا. سيارات “hatchback” المثيرة بدأت بالظهور في السبعينيات، بولادة سيارة فولكس واغن غولف GTI، ولكن من كان ليخمن أن العقود القادمة ستشهد ظهور سيارات هاتش باك “استثنائية” و فائقة ذات اداء عالي يضاهي بعض السيارات الرياضية.
وهذه هنا سيارة آودي سبورت باك RS3. بالنظر عن كثب سيظهر جلياً أنها ليست سيارة A3 مألوفة. اذ تم وضع علامة ” Quattro” كواترو على الشبك الأمامي، وتم مضاعفة الجناح الخلفي ليشكل ظلاً للنافذة الخلفية، و عجلات ضخمة ذات 19 بوصة، مع أقراص فرامل محفورة و على شكل وردي ملفت في العجلات الأمامية. بالطبع، فنحن نأمل أن تبدي السيارة مزيداً من العدوانية في تصميمها، بوجود رفراف سيارة أعرض مثلاً ومزيد من فتحات التهوية الوظيفية في أماكن أخرى غير المصد الأمامي فقط، لكن بوضوح، أودي اختارت أن تكون رقيقة بهذه السيارة.
بالنظر الى الداخل، فانها لا تختلف كثيراً عن المقصورة الداخلية لطراز القاعدة من سيارة أودي A3. فهناك مواد ناعمة الملمس على أعلى وجوانب كل السطوح، مع بلاستيك قاسي على النصف السفلي منها ليذكرك بأصولها القديمةA3 . مع ذلك فمواد التنجيد مرهفة و تم اعدادها من جلد من نوع Fine Nappa، و تظهر شاشة الوسائط المتعددة على أعلى الداشبورد، و من الممكن أن تخبئها بكبسة زر، في حال أردت أن تركز على القيادة.
مساحة المقصورة محترمة جداً، بحيز علوي جيد في كل مكان بالإضافة لحيز سفلي خلفي كافي للبالغين ذوي الحجم المتوسط، مع ذلك فالمقعد الخلفي النصفي مناسب فقط للأطفال. المقاعد الأمامية الرياضية مدعمة بشكل عدواني فقط في المنطقة الوسطى منها، لذا فإنها لا تعطي شعورا بالضيق اطلاقاً، على خلاف المقاعد في معظم سيارات الهاتش باك. كما أن هناك كمية كافية من غرف التخزين والجيوب في الأبواب، ولكن بالنسبة لحاملات الأكواب، فتلك الأمامية منها متموضعة بشكل أخرق في مقدمة مبدل السرعات، ولم نستطع ايجاد أي منها في الخلف. حجم صندوق السيارة جيد لسيارة هاتش باك، مع ذلك فلا تتوقع أن يتبقى الكثير من المساحة اذا ما وضعت عربة أطفال مثلا في الخلف.
الميزات المتوفرة تتضمن زجاج يشمل نصف السقف، أضواء LED أمامية و أخرى خلفية، وكاميرا خلفية مع حساسات، و نظام التحكم بالسرعة، و مكيف هواء ثنائي المنطقة مع فتحات خلفية، و مفتاح ذكي مع زر تشغيل، و ميزة ايقاف وتشغيل المحرك آلياً لتوفير الوقود أثناء الازدحام المروري، فرامل الكترونية لركن السيارة، و مقاعد أمامية تتحرك آلياً، و طقم كامل من الأكياس الهوائية، و نظام ESP و غير ذلك. نظام الوسائط المتعددة سالف الذكر ليس شيئاً يمكننا اختباره نتيجة بضعة أيام من الاستخدام، اذ يتطلب النظر للأسفل على الارشادات حول قرص التحكم الدوار الى جانب مبدل السرعة، ولكننا نفترض أن المالك الفعلي سيعتاد على ذلك دون الحاجة للنظر.
تتولد القدرة من محرك توربو ذو خمس اسطوانات بسعة 2.5 ليتر يعطي 367 حصاناً عند 5550 دورة في الدقيقة و 465 نيوتن. متر من عزم الدوران عند 1625 دورة في الدقيقة فقط. كما استطعنا الانطلاق من سرعة 0 وحتى 100 كم/سا خلال 5.4 ثانية وذلك في طقس شهر فبراير، بفضل نظام كواترو للدفع الرباعي الذي يضع القدرة بكفاءة عالية على الطريق. على أية حال، فهي لا تعطي الشعور بأنها أسرع من فولكس واغن غولف R ذات 280 حصاناً وذلك بالقيادة الاعتيادية في الطرقات ومع كميات عرضية من السرعة. اذ أن حيوية سيارة RS3 الزائدة تأتي فقط خلال الاستعداد للانطلاق بسباق دراغ ريس من على اشارة حمراء اذا امكننا القول أو عند السرعات غير القانونية.
كما تعمل علبة التروس الاوتوماتيكية ثنائية القابض ذات السرعات السبع بشكل جيد، فهي سلسلة بشكل منصف أثناء القيادة الكلاسيكية، كما أنها سريعة الاستجابة كلما دعت الحاجة الى مزيد من الدفع. كما أن مبدل السرعة سريع بما يكفي لإضفاء بعض المتعة على التبديل اليدوي، مصحوباً بصوت ” braaaps” خافت عند النقلات السفلية، خصوصاً عند اختيار الوضع الديناميكي. على أية حال، فإن دواسة الوقود بطيئة الاستجابة نوعاً ما عند النهوض من التكاسل، ما يفضي الى مفعول العصابة المطاطية لأقل من ثانية واحدة قبل الانطلاق. دعها على الوضع العادي معظم الأوقات، وعلى الأرجح ستستطيع أن تحصل على توفير وقود أفضل من المقدار المقبول الذي أنجزناه والبالغ 13.2 ليتر لكل 100 كم.
سيارتنا الاختبارية جرت قيادتها ضمن نظام التعليق التلاؤمي الاختياري، مع ذلك فالاختلاف بين الاوضاع لم يكن جلياً بسهولة. تماسكها معتدل وهو مشابه لما قد تتوقعه أن يكون لسيارة هاتش باك صغيرة رباعية الدفع، مع انزلاق نحو الداخل او الخارج نادراً ما يطل برأسه. كما لا يوجد اي تمايلواضح لجسم السيارة يستحق أن يتم الحديث عنه، ولا يوجد حد أقصى لقبضة الثبات أثناء القيادة العدوانية في الطرقات. فهي تغير اتجاهها بالشكل الذي نجده عند النمر المرقط الذي يطارد العزلان في الغابة، وفوق ذلك، فان التحكم بها ليس أصعب من السيطرة على قطة أليفة.
بالنسبة المعلومات التي يحصل عليها السائق من عجلة القيادة، فأفضل ما توصف به هو أنها معتدلة ولكن عجلة القيادة مثقلة بشكل جيد، في حين هناك المزيد منهما في الوضع الديناميكي. الفرامل قوية و سهلة التكيف والتعديل، مع الفرامل الخيالية المحفورة في الأمام.
ركوب السيارة حازم ولكنه مطاوع بما يكفي للقيادة اليومية، كما أنه هادئ على نحو معقول مع صوت ملحوظ للعادم يزداد فقط عند الضغط القوي على دواسة الوقود.
أودي RS3 تعتبر الطراز القيادي فيما بين سيارات هاتش باك مع مجموعتها من القوة، و التماسك، والعملانية. بالتأكيد، فسيارة مرسيدس AMG A45 الأخيرة المعدلة تعطي قدرة أكبر قليلاً نظرياً، لكنها تعجز عن بلوغ النهاية الدنيا لعزم الدوران الذي يتمتع به محرك سيارة آودي الأكبر. وذلك بصرف النظر عن تناسق الأخيرة الأفضل و عملانيتها. بالطبع، فسيارة هاتش باك صغيرة تمتلك حدودها الخاصة من ناحية المساحة الاجمالية، وسيارتنا الاختبارية المحملة جزئياً جرى تسعيرها بما يقارب طراز القاعدة من آودي Q7. لكننا نعتقد أنه قد يوجد مشترون سيؤثرون الطلبات الخاصة بمميزات أقل تؤدي الى تخفيض السعر. فهذه السيارة ستبقى سريعة كما هي بدون الجلد والسقف الشمسي على أية حال.
للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية لمشفيق حسين، اضغط هنا.
و لمعرفة آخر الاسعار و المواصفات، قم بزيارة دليل المشتري لآودي RS3.
لا يوجد تعليقات، كن الأول!