تجربة قيادة: 2016 بورشه باناميرا اس E-Hybrid الهجينة

في وقت ما صنعت السيارات  الهجينة بهدف أساسي، هو الوصول الى أعلى درجة من التوفير في استهلاك الوقود، أما الأداء فحدث ولا حرج حيث أنه لم يكن مهما. لكن هذا كان لعقد مضى. أما اليوم فالسيارات الهجينة باتت مرغوبة أكثر من قبل، مع أنها ما زالت تحتاج لمزيد من الوقت حتى تأخذ حيزاً من الانتقاء في اسواق الشرق الأوسط. وعلى هذا النحو ساعدت على ذلك بورشه من خلال سيارتها الهجينة التي تختلف عن ما قد تتصوره.

إنها بورشه باناميرا S E-Hybrid الهجينة، فهي هجينة المكونات و تعمل على البنزين مولدة الطاقة الكهربائية ذاتياً كما تُزود بالطاقة الكهربائية من مقبس الحائط الخاص بك. كما أنها تبدو مثل باناميرا الاعتيادية من حيث المظهر الخارجي، فسواء أحببت مظهر الباناميرا أم لا، فهذه تبدو جيدة وجميلة، بطلائها الداكن، و عجلاتها الرائعة ذات 20 بوصة و مظهرها المعدل في 2014، إنها بالتأكيد سيارة السيدان الوحيدة  الفاخرة التي تستطيع بكل ثقة أن تقودها بنفسك، في حين ان كنت وراء عجلة قيادة سيارة  مرسيدس S-Class  أو BMW  7-Serie، فالاحتمال كبير ان يظنك العالم سائق تلك المركبة لشخص آخر يملكها.

السيارة ساحرة من الداخل، مع أنها بعض الشيء تبتعد عن العملانية. حيث يوجد الجلد في كل بوصة من المقصورة الداخلية، و هنالك ايضا خشب أسود لامع واضافات معدنية، و لكن لا يوجد الكثير من الحشو تحت هذا الجلد، حتى على مساند الذراع، بالإضافة الى تصميم لوحة التحكم البارزة الذي يسلبها أي مساحة للتخزين، باستثناء حاملة الكوب ومكان لحفظ المفاتيح الخاصة بك.

كما يوجد جيوب في متناول اليد في ظهر المقاعد الأمامية وكل الأبواب أيضاً، بالإضافة الى فسحة صغيرة في  مسند الذراع الذي يحوزهاتف لا سلكي على معظم مساحته. السيارة رحبة وواسعة من الأمام اذ تبدو المساحة المخصصة للذراع مرضية لكل الركاب، على الرغم من لمحة الأريحية المنخفضة بيد أن المساحة المخصصة للأرجل في الخلف متوسطة، على الرغم من ذلك مازال بالإمكان ايجاد مساحة لصواني يمكن طيها وحاملة كأس واحدة على حساب المقعد المركزي في المنتصف، بشكل جوهري فهذا يجعلها سيارة ذات أربعة مقاعد بتصميم رياضي مع مساند رأس ثابتة. اما غطاء الصندوق الخلفي فهو ذو نمط فتح آلي و الذي يفضي الى صندوق خلفي مفروش طويل ولكن قليل العمق، بسبب المكان المخصص للبطاريات تحت أرضيته، لذلك فإن حمولة صندوق الأمتعة أقل من تلك الموجودة في باناميرا غير الهجينة.

يوجد العديد من السمات التقنية الأنيقة ايضا، كشاشة LCD دائرية ضمن لوحة العدادات، و نظام آلي لكل شيء بما في ذلك الستائرالمخصصة للنوافذ الجانبية الخلفية، و مكيف هواء رقمي للركاب الأربعة، كما أن هناك بعض الأشياء القديمة الطراز كشاشة اللمس الصغيرة نسبياً و طراز مفتاح التشغيل التقليدي عوضاً عن زر التشغيل. كما يوجد الكثير من الأزرار، بحيث تتطلب وقتاً لتجد الأشياء، مع ذلك فهي متموضعة بأناقة و ملاحظة بوضوح. وهنالك الكثير من التجهيزات المتوفرة، كأضواء الزينون متحركة تلتف عند المنعطفات لاعطاء اضاءة افضل ، ونظام ملاحة، وبلوتوث، ونظام صوت قوي ( ستيريو) مع منفذ USB و مكيف هواء جيد.

سمات السلامة الأساسية تضمن طقم كامل من الأكياس الهوائية، نظام ABS و EBD، ونظام تحكم بالثبات، ونظام مراقبة ضغط العجلات وما الى ذلك، ولكن غيرها من الأنظمة المساعدة اختيارية، مثل كاميرات الرؤية المحيطية، و نظام التنبيه من النقاط العمياء، ونظام التحذيرمن الخروج عن المسار، ونظام تثبيت سرعة تلائمي، ونظام تحذير مرئي وصوتي لتجنب الاصطدام الأمامي والضغط على المكابح أوتوماتيكياً و ايقاف المركبة كليا عند الحاجة.

باناميرا S E-Hybrid الهجينة تأتي بمحرك سعة 3 ليتر V6 يولد 333 حصاناً و 440 نيوتن متر من عزم الدوران، معزز بموتور كهربائي يحرض تيار متناوب مع بطارية جديدة من الليثيوم – أيون باستطاعة 9.4 كيلو واط . ساعة، يضيف 94 حصاناً و 310 نيوتن. متر،  ما يجعل قوة السيارة الكلية تقدر بحوالي 416 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة و 590 نيوتن. متر من العزم عند 3000 دورة في الدقيقة. وبصرف النظر عن أغطية الفرامل ذات اللون الفاقع و بعض الاشارات فان ما يميز هذه السيارة بأنها سيارة كهربائية هجينة هو وجود فتحة خزان الوقود على كلا جانبي السيارة، أحدهما لمدخل التزود بالوقود الاعتيادي و الأخرة لمقبس التزود الكهربائي.

بموجب المواصفات الرسمية للسيارة، تبدأ الباناميرا S الهجينة رحلتها خالية من الانبعاثات الكربونية لتوفر قيادة هادئة تصل الى سرعة 130 كم/ ساعة كحد أعلى، ولما يبلغ حوالي 25 كم من المسافة. ومن ثَم تبدأ اضافة قوة محرك الوقود عند الحاجة الى مزيد من الطاقة اوتوماتيكيا، والمحرك الكهربائي يضيف الى القوة الكلية طالما كانت البطارية مشحونة، و أثناء القيادة على السرعات المنخفضة  تعتمد السيارة على اندفاعها الذاتي ويتم ايقاف محرك الوقود، لذلك سيتم تحصيل مزيد من توفير استهلاك الوقود. و ايضا عند توقف الحركة في الازدحام المروري فان المحرك يتوقف من تلقاء نفسه ومن ثم يعود للإقلاع أوتوماتيكياً عند الحاجة، مثلا عندما يستهلك المكيف كامل قدرة البطارية أو عند الحاجة للإسراع والحركة مرة أخرى.

بشكل مثالي، هذا النظام أكثر فعالية عندما يُترك لأجهزته الخاصة في الوضع الهجين القياسي أمثلة مصادر الطاقة كما هو مطلوب. على أية حال، فانه من الممكن اختيار الوضع الكهربائي فقط بالضغط على زر ” E-Power”، الذي يكون هو الوضع الافتراضي عند البداية. في الواقع، أثناء اختبارنا الذي تم في شهر أوكتوبر المعتدل في دبي، فان مجال التشغيل على الوضع الكهربائي يبدو مقارباً لحوالي 20 كم، على الرغم من ذلك فالسيارة تعيد الشحن مرة أخرى من خلال الطاقة المتولدة عن حركة المحرك و اعادة توليد طاقة الشحن عبر الضغط على المكابح.

عندما تنخفض طاقة البطارية، فان وضع ” E-Charge” سيؤدي الى استعمال محرك الوقود بشدة أكبر في القيادة واستعمال المحرك الكهربائي لتوليد التيار اللازم لشحن البطارية، لتستطيع بعد ذلك ركن السيارة او تشغيلها خلال الازدحام المروري بدون استخدام الوقود مرة أخرى.

ولكن كيف هي تجربة قيادة تلك السيارة؟ حسناً، استطعنا الانطلاق من سرعة 0 وحتى 100 كلم/ ساعة بزمن قدره 6.4 ثانية مع وضع ESP مفعل، هذا ليس سيئاً لسيارة وزنها 2 طن، ولكن على نحو مثير للإعجاب فان استهلاك الوقود كان حوالي 10.2 ليتر لكل 100 كم. جزء من ذلك يعود الى المحرك الأوتوماتيكي ونظام الايقاف والتشغيل الآلي أثناء الازدحام المروري، على الرغم أنه لا يبقى متوقفاً طويلاً عندما يكون مكيف الهواء قيد العمل. العدادات تعطي قراءات مستمرة حول ما يجري من تبدلات في عملية استهلاك و صرف طاقة السيارة، ما يؤدي الى جعل القيادة أكثر متعة طالما حاولت استثمار المحرك الكهربائي أكثر.

وضع القيادة ” E-Hybrid” يشبه السيارات الاعتيادية في معظم الأجزاء، مع بعض الخصوصيات. فتوقف المحرك أوتوماتيكياً في كل مرة تستعمل الفرامل يعطي شعورا غريباً.كما أن هنالك تأخير طفيف في استجابة دواسة الوقود عند التسارع من الوقوف، حيث يحتاج المحرك لبضعة ميللي ثانية للعمل ثانية عند الحركة من جديد. اما علبة السرعة ذات الثمان نسب الأوتوماتيكية تبدو مولفة للتوفير، فستشعر أنها كسولة عندما تختار غيارسرعة أعلى او ادنى. كما أن شعور دواسة المكابح غير مستو، على الأغلب بسبب نظام اعادة توليد طاقة الشحن عبر الضغط على المكابح.

عند الانتقال الى الوضع الرياضي فان شخصية السيارة تختلف، حيث أنها تبقى كامل الوقت على محرك الوقود آنف الذكر. كما أن استجابة دواسة الوقود تختلف ولن يكون هناك تأخير في وصول الطاقة.

التماسك رائع بسبب الاطارات الامامية ذات القياس العريض 255/40   والاطارات الخلفية الأعرض قياس 295/35 والتي تغطي عجلات معدنية قياسها 20 بوصة. التماسك ممتاز وحدوده عالية ، على الرغم من أن وزن السيارة ظاهر التأثير عند استجابة السيارة للمنعطفات عند الزوايا الحادة بالانزياح نحو الخارج و بدء الاطارات بالصرير.

إنها الى حد ما سيارة سلسة وناعمة وعموماً هادئة أثناء الرحلات على الطريق السريع، فيما عدا ضوضاء الطريق عند سرعات حوالي 120 كلم/ساعة، و التي على الأرجح تلاحظ عندما لا يكون هنالك ضوضاء واضحة من الرياح أو من دمدمة المحرك، وهذا الصوت الأخير ينتج عند التجوال اعتماداً على الوضع الكهربائي.

السيارات الهجينة والكهربائية نادراً ما تكون ممتعة في القيادة، و لكن بورشه باناميرا S E الهجينة هي واحدة من السيارات التي استمتعنا بالتجوال فيها لعدة أيام. حتى أننا لم نحاول وصل السيارة على قابس اعادة الشحن، الذي يأخذ عدة ساعات، ولكونها سيارة هجينة، فيمكنها المتابعة بالسير بالاعتماد على البنزين ليُعاد شحن البطارية والتزود بتلك الطاقة بشكل ذاتي. النفط لن يبقى رخيصاً للأبد، وهذا النوع من السيارات تعد سيارة مثالية صديقة البيئة، على الرغم من السعر المرتفع، و لكن مع ذلك و للإنصاف فكلفتها تقريباً نفس كلفة باناميرا 4S العادية.

للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية التي قام بها مشفيق حسين، اضغط هنا.