تجربة قيادة: 2016 هوندا سيفيك RS
بعد أن أضاعت طريقها نحو التميز في آخر عشر سنوات، تسعى هوندا للتعويض عن ذلك من خلال تحقيق “نجاح باهر” بمنتجات تصب في قطاع السيارات الأكثر رواجاً. سيارة سيفيك الجديدة كلياً أكثر اثارة للاهتمام من سابقتها، ولكن في حين أن الطراز ذو المحرك المتمتع بسعة 2.0 ليتر سيكون الطرح الشامل و الأكبر في السوق، فالإصدار RS ذو المواصفات العليا و محرك التوربو سيستحوذ على كل الاهتمام.
هوندا سيفك أطول بمقدار 105 ميلي متر، و أعرض بمقدار 44 ميلي متر، و أخفض بمقدار 19 ميلي متر عما سبق، ما يعطي الانطباع بأنها سيارة أكبر فعلاً. فبينما توحي هيئتها الجديدة بطابع سيارة ليفت باك، فهي في الواقع ما زالت سيارة سيدان. الشكل الغريب للنهاية الأمامية و الخلفية هما العناصر ذو التصميم الأكثر جدلاً، و ما زلنا غير متأكدين فيما لو كانوا سيروقون لنا أم لا، مع ذلك فنحن فعلاً أعجبنا بمحاولة هوندا الإتيان بشيء جديد. تتميز RS بتقليم من الكروم الداكن بالاضافة الى عجلاتها ذات التصميم الرائع و السبويلر الخلفي الرمزي. ومن المفارقة، أننا أمعنا النظر بما تحت المصد الخلفي فوجدنا نهايتي عادم مزدوجتين حقيقيتين، و لكن هوندا اختارت أن تخفيهم في الأسفل بدون سبب وجيه.
في الداخل، اكتسبت هوندا العادية بلاستيك أسود مع مواد تنجيد بيج، ولكن RS اكتسبت طابع أسود بالكامل مع مواد تنجيد من الجلد الصناعي، في حين أن كل الاصدارات تمتعت بمواد ناعمة الملمس على الداشبورد و ألواح الأبواب الأمامية، مع ذلك فالمقصورة الداخلية الخلفية لم تكتسب نفس الشياكة، مع عتبات الأبواب العلوية المكونة من البلاستيك القاسي. في حين استبدل البلاستيك القاسي المدرج في الأبواب الخلفية بآخر محشو ومبطن في سيارة RS، ولكن في نواح داخلية أخرى تتشابه سيفيك العادية مع RS. كل مساند الذراع بالكاد مبطنة و محشوة. بالمجمل تعتبر جودة البناء الداخلية على ما يرام. و لكن ألواح الأبواب تبدو جوفاء ومرنة.
هنالك أفكار تخزينية مثيرة للاهتمام، مثل الرف الثاني الذي يخفي منافد USB و شاحن الهاتف تحت رف الهاتف الذكي في وحدة التحكم المركزية. ولكن أيضاً هنالك أفكار غريبة، مثل الفجوة الموجودة أمام مسند الذراع المؤلف من قطع متعددة و التي تمتلك وظيفتين اما كجيب عميق أو كحاملة أكواب، ولكن ليس الاثنتين معاً.
على الأقل صندوق السيارة كبير، مع انه ذو فتحة صغيرة لذا لا تتوقع أن تضع أمتعة كبيرة فيه. مساحة المقصورة الداخلية ممتازة، بحيز سفلي و علوي تقريبا بمستويات الحجم المتوسط في الخلف. كما أن المقاعد الأمامية مدعمة بشكل جيد، في حين أن المقعد الخلفي يتمتع بتصميم مثالي و قابل للطي بنسبة 60:40، و تحتوي المقصورة على كل جيوب الأبواب اللازمة و حاملات الأكواب و حقائب ظهر المقاعد.
هنالك مقدار جيد من الميزات التقنية في الاصدار ذو المواصفات العالية، أبرزها شاشة اللمس الكبيرة على الداشبورد و شاشة LCD الملونة المستعملة بدلاً من تجمع العدادات. شاشة الوسائط المتعددة تعتمد على نظام أندرويد، لذا بإمكانها القيام بوظائف سحب و افلات الأيقونات و تغيير الخلفية و غير ذلك من الأمور. كما يمكن التحكم بالمميزات بواسطة شاشة اللمس الواسعة مثل وظائف الملاحة و اختيار قنوات الستيريو و هاتف البلوتوث و الصوت.
كما يمتلك المكيف ثنائي المنطقة الجيد فتحات تهوئة لركاب المفاعد الخلفية و ضوابط التحكم الخاصة به، ولكن سرعة المروحة يتم ضبطها عبر شاشة اللمس بدون وجود تفسير لذلك، مثل التحكم بصوت الستيريو أيضاً، لذا عليك أن تبعد عينيك عن الطريق لتعديل مثل هذه الوظائف الأساسية. لحسن الحظ يوجد زر للتحكم بالصوت على المقود. الميزات الإضافية تشمل كاميرا خلفية و حساسات، وكاميرا يمنى جانبية لمراقبة النقطة العمياء اليمنى، و أضواء LEDامامية و نهارية و خلفية، و مصابيح LED للضباب، و مفتاح ذكي مع زر تشغيل، و منفذ HDMI، و فتحة سقف، و نظام تثبيت السرعة، و فرامل الكترونية لركن السيارة، و 6 أكياس هوائية، و نظام مراقبة ضغط الهواء في الاطارات، و غير ذلك.
سيارة سيفك العادية تأتي بمحرك عادي ذو أربع اسطوانات بسعة 2 ليتر يولد 158 حصاناً، في حين تتقدم عليها سيارة RS بخطوة، بمحرك توربو تشارجد ذو أربع اسطوانات بسعة 1.5 ليتر يولد 180 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة و 220 نيوتن متر من عزم الدوران من 1700 الى 5500 دورة في الدقيقة. وهو يرسل القوة الى العجلات الأمامية عبر ناقل حركة CVT اوتوماتيكي.
على الرغم من وجود شارة RS ، فسيارتنا الزرقاء لم تكن سيارة سريعة في اختبار الانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا، حيث تم انجازه خلال 8.3 ثانية في مساء شهر يونيو المنعش. يكفي أنها الأسرع في قطاع السيارات الصغيرة، ولكننا توقعنا أكثر من ذلك، خصوصاً بالنظر الى ثمنها. بيد أنها، غدت سيارة رشيقة بوجود عزم الدوران الجديد على خلاف قيادة سيارة سيفيك العادية الكسولة، مع ذلك فهي لا تملك مستوى الدفع الممتاز الذي يعطيه محرك سيارة فولكس واجن الممتاز ذو السعة 1.4 ليتر. نظام CVT يجعل المحرك يصدر صوتاً أشبه بالازيز و الهدير غير المحبب عند الضغط الكامل على دواسة الوقود، و لكن يستجيب بسرعة و يسترق بشكل لطيف عند تثبيت السرعة، ما يساعد سيارة RS على استهلاك 8.4 ليتر لكل 100 كم. و ذلك أفضل من استهلاك سيارة سيفيك العادية الذي بلغ 9 ليتر لكل 100 كم خلال اختبارنا. كما ما زالت RS تحاول أن تحاكي السيارات الرياضية، مع مبدل سرعات يحاكي تغيرات علبة التروس، و نسب التوجيه الأقصر من تلك الموجودة في سيفيك العادية القصيرة أصلاً. كما تقدم RS توجيه الكتروني ثقيل بشكل معتدل تماماً كسيارة سيفيك العادية، و لكن تقدم المزيد من الاضافات المساعدة. كما أن دواسة الفرامل مثقلة بشكل جيد، و تتمتع بقدرة ايقاف متوسطة. اما في حالة الضغط على دواسة الوقود فان سيفيك العادية ذات محرك الاستنشاق الطبيعي 2.0 تستجيب بشكل لحظي اما في RS فهنالك حوالي النصف ثانية من التأخير حتى يدور التوربو بسرعة كافية لتأتي عندها قوة الدفع المنتظرة. بالمحصلة، وباستثناء نظام CVT، فقيادة السيارة أوربية الطابع، تقريبا مثل فولكس واجن جولف.
التماسك أكثر من لائق، مع ضبط مناسب لحركات جسم السيارة و تمايل متوسط لجسم السيارة عند المنعطفات، حيث أنها تتمايل من الخلف بشكل لطيف. و نتيجة لذلك فانه من السهل اكتشاف حدود قدراتها عند الضغط عليها و لكن مع الحفاظ على المتعة في القيادة. فبينما تأتي سيفيك العادية بإطارات 215/55 على العجلات ذات القياس 16 بوصة، اكتسبت RS اطارات مطاطية 215/50 على عجلات بقياس 17 بوصة.
سيارة سيفيك الجديدة أكثر هدوءاً من سابقتها الصاخبة، مع عزل أفضل للصوت داخل المقصورة. فهي صامتة في القيادة ضمن المدينة، ولكن بالمجمل ما زال هدوءها بالمستوى المتوسط في فئتها على الطرقات السريعة. حيث تعتبر فورد فوكس الأفضل من حيث الهدوء، ولكن سيفيك تبقى أكثر سكوناً من تويوتا كورولا و مازدا 3. كما أن جودة الركوب جيدة جداً، بنظام تعليق مدوزن بشكل جيد على كافة الزوايا الأربعة، على نقيض المنافسين الأرخص ثمناً من تويوتا و هيونداي.
لذا، هل تستحق سيفيك RS هذا الثمن؟ للوهلة الأولى كان ليدنا الشعور بأنها مرتفعة السعر، ولكن فيما بعد أدركنا أنها تكلف تقريباً مثل آخر و أعلى اصدار من مازدا3 2.0 و فورد فوكس تيتانيوم، و كلاهما سيارات أصغر مع قوة أقل بكثير من تلك المتوفرة في سيارة سيفيكRS . على هذا النحو، فهي تأخذ مكانة خاصة بها، بدون منافسين مباشرين، ولكن ثمنها قد يستمر في دفع بعض المشترين نحو أحد سيارات الحجم المتوسط الأكبر بدلا منها. إنه جهد كبير من هوندا، لكنه لا يعطي الأداء الذي يغطي بشكل كاف دلالات شارة RS.
للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية لمشفيك حسين، اضغط هنا.
و لمعرفة آخر الأسعرا و المواصفات، قم بزيارة دليل المشتري لهوندا سيفيك.
لا يوجد تعليقات، كن الأول!